يعنى ايه هيدروبونيك
يعنى ايه هيدروبونيك هذا سؤال يراود كثير ممن يهتمون بالزراعة، مع تزايد أزمات ندرة الأراضي الخضراء وانتشار الملوثات والمبيدات الحشرية وانتشار الأزمات الاقتصادية والحروب، هناك حاجة لاعتماد أنظمة زراعية جديدة أكثر اعتمادًا على الأفراد لتلبية احتياجاتهم الغذائية. كان التحدي يتمثل في تلبية احتياجات النبات من المياه والتربة والغذاء حتى في أضيق المساحات، لذلك ظهرت تقنيات جديدة غير تقليدية لمساعدة الأسرة على الاكتفاء. والكثير يسأل يعني ايه هيدروبونيك وهذا ما سنعرفه من خلال جرين هاوس مصر في هذا المقال.
الزراعة المائية او الهيدروبونيك
الزراعة المائية أو الهيدروبونيك هي نظام زراعي يتضمن زراعة نبات بدون تربة باستخدام محلول مغذي يمر تحت النبات بدون تربة أو في تربة خاملة مثل الصوف الزجاجي والبيرلايت كبديل للتربة التقليدية، ولا تتفاعل التربة المحايدة تمامًا بالمغذيات من محلول المغذيات الذي يمد النبات بالعناصر الغذائية الضرورية ويسهل امتصاصه. يعتقد الكثير أن هذا النظام يوفر المياه ويسبب نمو النباتات بشكل أسرع من الزراعة التقليدية.
في القرن الثامن عشر اكتشف العلماء أن النباتات تتغذى بامتصاص الأيونات المغذية الذائبة في الماء، وأن التربة الصالحة للزراعة هي فقط (مخزن) لهذه العناصر، وبإضافة الماء إلى التربة يقوم الماء بإذابة العناصر المغذية من التربة فيما يسمى (محلول التربة) لتسهيل امتصاص جذور النبات، إلا أن التربة لا تفيد نمو النبات بل لها عيوب التي سنتعرض لها لاحقًا.
فوائد الزراعة المائية
- لا تحتاج إلى تربة، أي أنها توفر في مساحة الأراضي الزراعية التي تنقص مساحتها بسرعة كبيرة، ويمكن استخدامها في كل مكان حتى في المدينة، في الشرفات وأسطح المباني التي تعاني من الإهمال الشديد.
- إنتاجيتها عالية وتقليل زمن دورة الإنتاج تكون زراعة الخضروات الورقية مثل خس الكابوتشا بمساحة 1000 متر مربع في الحقل المكشوف وتكون 7 أطنان في فترة 28 يومًا مع زيادة المحصول بنفس المقدار تصل مساحة الصوبة بتقنية الزراعة المائية إلى 20 طنًا خلال 15 يومًا، هذا يعني أنه في نفس الوقت تقريبًا الذي يتم استهلاكه في الدورة الزراعية التقليدية يمكننا تنفيذ دورتين زراعيتين داخل الصوبة بحيث يكون الإنتاج المقارن 40 طنًا، أي حوالي ستة أضعاف الإنتاج التقليدي. يتزايد الوضع بالنسبة لمحاصيل مثل الطماطم، مما يرفع إنتاج وحدة تبلغ مساحتها 1000 متر مربع سنويًا من 5.6 طن للزراعة التقليدية إلى 40 طنًا للزراعة المائية أي حوالي سبعة أضعاف الإنتاج التقليدي.
- توفر المياه لأنه يتم استخدام كل قطرة ماء على النحو الأمثل، فلا توجد خسارة بالتبخر أو الهروب داخل التربة بعيدًا عن منطقة الجذر النشطة، إن نسبة توفير المياه تتراوح بين 80-90٪ مقارنة للزراعة التقليدية.
- التوفير في السماد، حيث يتم توفير حوالي 80٪ من تكاليف التسميد مقارنة بالزراعة التقليدية نتيجة الاستخدام الأمثل لكل قطرة ماء وإعادة استخدامها المتكرر، وبالتالي يتم تعويض كمية السماد التي تمتصها الجذور.
- لتقليل السماد بهذا القدر ميزتين: الأولى هي توفير المصاريف حتى لا نغفل عن جنون ارتفاع سعر السماد الذي يستمر، والثانية حماية البيئة لأن إضافة الأسمدة وهي بالأساس (أملاح) تُزيد من ملوحة التربة، مما قد يؤدي إلى دخول المياه الجوفية وتلويثها.
- انتظام نمو النبات هو نتيجة جيدة أخرى حيث نجد أنه في المحاصيل التقليدية قد يكون هناك بعض الحفر في التربة ويكون نمو النبات فيها أقل. في الزراعة المائية لا توجد هذه المشكلة من الصفر حيث لا توجد تربة.
- غالبًا تتم الزراعة المائية في الصوبات الزراعية المكيفة ويتم التحكم في الرطوبة ودرجة الحرارة فيها باستخدام أجهزة تحكم حتى تتمكن من إنتاج ما تريد في أي وقت من السنة سواء كنت تزرع في الحقول المفتوحة أم لا لأنك تتحكم في الطقس حتى تتمكن من القيام بذلك باستخدام “إنتاج الخضار” بينما يكون سعرها مرتفعًا في السوق وتحقيق المزيد من الأرباح.
- تساعد هذه البيئة المغلقة أيضًا على مكافحة انتشار الحشرات وتقليلها وبالتالي تقليل استخدام المبيدات الملوثة التي يمكن أن تبقى على النباتات بنسب ضارة بالصحة.
نصائح في بداية نظام الزراعة المائية
- يجب توفير مصدر طاقة احتياطي. من المهم الحفاظ على تدفق المياه وضخ الأكسجين.
- حافظ على إمدادات ثابتة من العناصر الغذائية، لأن قلتها سيؤدي إلى هدر المحاليل التي يمكنك استخدامها لتغذية النباتات.
- توفير تهوية جيدة للنباتات، ليس فقط تهوية جذور النباتات ولكن أيضًا البكتيريا التي تحتوي على أكسجين كافٍ كلما نمت بشكل أكبر، كلما احتاجت كمية أكبر من الأكسجين وهذا قد يحتاج إلى التحكم فيه.
- عند تحديد النباتات التي يجب أن تنمو، اختر تلك التي لها متطلبات مائية مماثلة للأسماك وبالتالي ستكون ناجحًا للغاية.
- يجب إزالة فضلات الأسماك الزائدة لأنها يمكن أن تضر بصحة الأسماك.
- يجب مراقبة مستوى الأس الهيدروجيني باستمرار
- يجب أن تكون أحواض السمك مصنوعة من الزجاج والبلاستيك
مساوئ الزراعة المائية
- في حالة عدم وجود التربة كمخزن للعناصر، فإن أي نقص في تركيبة المغذيات سيكون له تأثير فوري على النباتات، لذلك يجب مراقبة المحلول المغذي يوميًا بقياسات متخصصة وأجهزة للمعرفة المستمرة بحالة النبات، وهي متوفرة وتعتبر إحدى أساسيات الزراعة المائية.
- تعتبر تكلفة البناء مرتفعة جدًا مقارنة بالزراعة التقليدية، ولكن التوفير في سعر الأرض سيعوض تكاليف البناء والتوفير في التسميد والري والعمالة ستكون إضافة مباشرة للأرباح في تزايد مستمر طالما استمر المشروع.
- الزراعة المائية هي زراعة حديثة ومتقدمة تتطلب منا البحث عن موارد بشرية للتأهل لهذه الوظيفة، وهذا نادر للأسف.
- أي تلوث لوسط المغذيات بواسطة مسببات الأمراض سيكون له تأثير فوري على النباتات، لذلك يجب الحفاظ على البيئة داخل الصوبة ويجب أن تكون معقمة جزئيًا ويجب اتباع إجراءات صارمة فيما يتعلق بحالة أي مواد يتم إطلاقها فيها.
عيوب أخرى في استخدام الزراعة المائية:
- في بعض الأحيان لا يتوفر محلول مغذي جاهز للاستخدام، وبالتالي فإن أي شخص يريد أن يبدأ التعلم عليه مستوى منخفض يمكنه استيراد وسط للتربة من الخارج ولن تكون أحجام الوسط كبيرة بل تكون مساحة صغيرة مقارنة بالزراعة الحقلية، وتبلغ نسبة التوفير في الأسمدة حوالي 80٪.
- معدل انتشار المرض من شتلة مريضة واحدة عن طريق إعادة استخدام محلول المغذيات وينتشر المرض في جميع أنحاء الصوبة.
نظام زراعة الاكوابونيك
يختلف هذا النظام عن الزراعة المائية، ولكن هذه المرة ليس في طريقة الري ولكن في إضافة عنصر جديد إلى دورة الإنتاج وهو الأسماك، ولكن قد تعتبر بعض الأسماك هي المكون الرئيسي والنباتات كمكون ثانوي في هذا النظام.
هو نظام يقوم بخلق توازن مشابه لما يحدث في الطبيعة بين البيئة الزراعية والحيوانية، ويتكون من حوض للزراعة وآخر للأسماك. تستخرج النباتات النيتروجين من فضلات الأسماك وتنقي الأسماك الماء من النيتروجين وبعض المواد الغذائية التي يحتاجونها. هو نظام مغلق وطبيعي 100٪ يساهم في سد الفجوة الغذائية بين اللحوم والنباتات، وفي نفس الوقت يقلل من تكاليف الإنتاج الزراعي والسمكي ويساهم في تربية الأسماك في بيئة مغلقة ونظيفة بعيداً عن وبالتالي فهي صحية ومفيدة
نظام زراعة الايروبونيك
علم الهواء هو نظام مشتق من الزراعة المائية، ولكن الاختلاف هو أنه في هذه الحالة ينتشر الماء حول النبات على شكل رذاذ مما يسهل على النبات امتصاصه وبالتالي زيادة الإنتاجية. ينتج ايضاً الفوجبونيك الذي يسهل امتصاصه أكثر من الأيروبونيك نفسه.
إذا كنت مهتمًا بالذهاب إلى المريخ، فيجب أن تعلم أن علم الهواء هو طريقة تختبرها ناسا حاليًا لإنشاء مزارع على سطح المريخ لأن طريقة الزراعة هذه لا تتطلب تربة لأنها تتطلب 98٪ أقل من المياه. لقد ثبت أن النباتات المزروعة في الأنظمة الهوائية يمكنها امتصاص المزيد من المعادن والفيتامينات، مما يجعلها أكثر صحة وتغذية أفضل.